الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام كانت مجموعة من الأعراب (البدو الرحل) أو المدنيين (أهل القرى و سكان المدن الصغيرة) ينتظمون في
قبائل . و يعتبر الولاء للقبيلة و تحالفاتها الأساس في تنظيم المجتمع العربي (البدوي بشكل غالب) (مفهوم
العصبية). كانت الغالبية العظمى تدين
بالوثنية إضافة لأقليات يهودية و مسيحية وكانت
مكة مركزا دينيا يؤمه العرب من كل صوب لأداء الحج إلى البيت الحرام الذي بناه
إيراهيم .
في هذا الجو ظهر
محمد ليجهر بالإسلام ، و كان أهم تأثير سياسي للإسلام أنه استطاع إقامة
دولة في
المدينة المنورة يسودها
تشريع يحكم الجميع ، و وثائق و معاهدات مع
الأقلية اليهودية التي كانت تسكن المدينة . لاحقا استطاع المسلمون هزم المشركين في عدة معارك و فتحت
مكة قبل وفاة رسول الله بعامين فحطمت
أوثان العرب التي كانت موجودة في الكعبة و أعلن التوحيد .
التوحيد الذي جاء به الإسلام لم يكن دينيا روحيا فقط بل كان أيضا اجتماعيا سياسيا ، فالجزيرة العربية كلها دخلت في عقيدة واحدة و أصبح لها كيان واحد و قبلة واحدة و إله واحد هو
الله . في حين ضعفت
العصبيات القبلية و المطامع المادية في تلك الفترة مؤقتا قبل أن تعود للظهور بعد أن حقق المسلمون انتصارات مهمة لإسقاط دولة
الساسانيين و فتح بلاد الشام